علي أنوزلا* بقرار إداري تعسفي، وبدون سابق إنذار، تم إغلاق ثلاث كليات تابعة لجامعة مكناس لمدة ثلاثة أيام بعد تلقي رئاسة الجامعة طلبا لتنظيم ن...
![]() |
علي أنوزلا* |
بيان رئاسة الجامعة، الذي وافق عليه رؤساء المؤسسات الجامعية المعنية، برر القرار بالحرص على "المصلحة العليا للطلبة"، وأيضا "تفاديا لتداعيات هذا النشاط" الذي لم يخبرنا البيان عن طبيعته أو موضوعه، لكن سياقه واضح ويتعلق بنشاط طلابي حول قضية فلسطين.
ورغم أن البيان لم يحمل أي توقيع، إلا أنه حمل خاتم رئاسة الجامعة، التي يوجد على رأسها شخص هو د.أحمد موشطاشي.
وبما أن السبب الحقيقي للمنع غير واضح في بيان رئاسة الجامعة، وبالتالي جاء قرارها غير مقنع، فهو يبقى قرارا إداريا تعسفيا أملته أشياء أخرى غير الحرص على مصلحة الطلبة.
كان الأمر سيكون مبررا حتى لو لم يكن مقنعا، لو أن رئيس الجامعة تحلى بالشجاعة وذكر أسباب وخلفيات قراراه، الذي لم تكن له حتى الجرأة على توقيعه.
لست هذه هي المرة الأولى التي تٌقْدِم فيها جامعة مغربية على تعليق الدراسة داخل المؤسسات التابعة لها لمنع نشاط طلابي، فقد سبق لجامعة تطوان في مارس من العام الماضي أن أغلقت جميع أبواب مؤسساتها أربعة أيام متتالية لمنع نشاط طلابي حول فلسطين.
كما سبق لعميد كلية العلوم بنمسيك في الدار البيضاء، في يوليوز من العام الماضي، أن رفض تسليم طالبة جائزتها في حفل لتتويج المتفوقين بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية.
في جميع الدول تمثل الجامعات صروحا للحرية، ويعتبر أساتذتها ورؤساؤها نخبة نخب المجتمع الذي يعيشون داخله، وبالتالي فهم يمثلون قدوة ليس فقط لطلبتهم بل للمجتمع ونخبه.
ولو أن هؤلاء المسؤولين الجامعيين تصرفوا عن قناعة، وخرجوا إلى الإعلام يدافعون بشجاعة عن قراراتهم وتصرفاتهم لاحترمهم الجميع حتى من يختلف معهم.
وفي غياب أي تبريرات مقنعة، ثمة احتمال كبير أن ما أملى قرارات وتصرفات هؤلاء، هو الخوف، ليس خوفهم على مصلحة الطلبة، وإنما خوفهم على كراسيهم، فكان أن عملوا بالمقولة المأثورة التي يلجا إليها العاجزون والخائفون: "كم حاجة قضيناها بتركها"!
هذه الوقائع تطرح علينا سؤالا عميقا حول علاقة النخبة بالخوف، أو بالأحرى "الجٌبن"، لأن الخوف طبيعة بشرية وحيوانية بيولوجية، أما الجبن فهو سلوك مذموم، وهو في أبسط معانيه أن يفرٍّط المرء في مبادئه وقيمه، هذا بالنسبة لمن يحمل مبادئ وقيم، حرصا على مصلحته الأنانية الخاصة.
تعليقات