في الضفة الغربية المحتلة، تتصاعد حدة الاشتباكات المستمرة منذ قرابة الشهر في مخيم جنين، بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين.
استشهد أكثر من سبعين شخصاً وأصيب العشرات اليوم، في العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، فيما تواجه السلطة الفلسطينية اتهامات بارتكاب «جرائم إعدام» في الضفة الغربية المحتلة.أطفال فلسطينيون وسط الدمار بعد هجوم إسرائيلي على مخيم المغازي وسط قطاع غزة (أ ف ب)
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، استشهاد 77 فلسطينياً وإصابة 145 آخرون في غارات إسرائيلية، خلال الـ 24 ساعة الموتواصل قوات الاحتلال، في هذا الوقت، تدمير ما تبقى من القطاع الصحي في غزة. فبعد تدميرها محطات الأوكسجين والكهرباء في «المستشفى الإندونيسي» في بيت لاهيا، هدد جيش العدو بقصف «مستشفى العودة» في جباليا بمن فيه.
وطالب الطواقم الطبية والمرضى وكافة العاملين فيه بالإخلاء فوراً، بالتزامن مع قصف استهدف قسم الاستقبال والطوارئ.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم
عملية السلطة ضدّ المقاومة مستمرة
وفي الضفة الغربية المحتلة، تتصاعد حدة الاشتباكات المستمرة منذ قرابة الشهر في مخيم جنين، بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين.
وفي هذا السياق، نعى رئيس «المجلس الوطني الفلسطيني» روحي فتوح، الرائد في «المخابرات العامة» رشيد شقو، الذي «استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني في حماية القانون وأمن المواطنين»، مُندّداً بـ«استمرار خطف مخيم جنين من قبل فئة تهدد السلم الأهلي والنسيج المجتمعي، بينما شعبنا الفلسطيني يتعرض لأبشع إبادة بشرية على يد الاحتلال».
واعتبرت حركة «فتح»، في بيان، أن «شهيد الواجب الوطني شقو التحق بزملائه من شهداء المؤسسة الأمنية الفلسطينية الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن مشروع شعبنا الوطني (...) وصيانةً للقرار الوطني الفلسطيني من الأجندة الإقليمية الهادفة إلى تصفية حقوق شعبنا الوطنية، في تماهٍ مع مشاريع الاحتلال ومخططاته».اضية.
«جرائم إعدام ومجازر»
في المقابل، تداولت وسائل إعلام فلسطينية أنباء عن استشهاد الفلسطيني محمود الحاج الجلقموسي (43 عاماً) وإبنه قسم الحاج (14 عاماً)، برصاص قناص من أجهزة السلطة، كان يتمركز على الجبل المحيط بالمخيم.
وحمّلت عائلة الجلقموسي، في بيان، أجهزة السلطة المسؤولية عن استشهادهما. وقالت إن «أجهزة أمن السلطة تطلق النار بشكل عشوائي، وتمنع الدخول والخروج من المخيم»، داعيةً إلى «إنهاء معاناة أهالي المخيم وإنقاذه مما يتعرض له».
كما استنكر أمين خازم، والد الشهيد نضال خازم مؤسس كتيبة جنين، ما وصفها بـ«جرائم الإعدام» التي ترتكبها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية خلال عمليتها الأمنية. وقال لوكالة «شهاب»، إن «ما تقوم به السلطة في مخيم جنين هو إعدام ومجازر ترتكب بحق أبناء شعبنا، حيث يتم استهداف المقاومين بدم بارد ودون محاكمة، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه العمليات».
وتعتبر جنين ومخيمها للاجئين في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، معقلا لفصائل المقاومة المناهضة للدولة العبرية.
وسبق لقوات الاحتلال الإسرائيلية أن نفّذت سلسلة عمليات في شمال الضفة الغربية، شملت في جنين ومخيمها، قالت إنها تهدف الى ملاحقة “إرهابيين” يعتزمون مهاجمة أهداف إسرائيلية.
وتضاف الاشتباكات الأخيرة بين الأجهزة الفلسطينية والفصائل المسلحة إلى العدوان المتصاعد لجيش الاحتلال، مع تزايد الغارات والمداهمات العسكرية وهجمات المستوطنين منذ السابع من أكتوبر 2023.
تعليقات