(وكالات): سلمت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، مساء الأحد، 3 أسيرات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر الدولي بمد...
(وكالات): سلمت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، مساء الأحد، 3 أسيرات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وسلمت “كتائب القسام” الأسيرات الإسرائيليات الثلاث إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، ضمن إجراءات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
عاجل كتائب القسام تنشر مشاهد من تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الصهاينة في قطاع غزة ضمن المرحلة الأولى من "صفقة طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى pic.twitter.com/jKqau5gbLP
— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) January 19, 2025
ماذا أهدت كتائب “القسام” الأسيرات الإسرائيليات الثلاث قبل الإفراج عنهنَّ؟
أظهر المقطع المصور، جنود القسام وهم يقدمون “ظروف” كرتونية مختومة بشعار الكتائب، تبين لاحقًا أنها تتضمن خريطة لقطاع غزة وصورًا من الأسر وشهادة تذكارية.
وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منحت كل أسيرة من الثلاث ظرفًا يحتوي خريطة قطاع غزة وصورا من الأسر.
وأضافت، أن حركة حماس حرصت على أن تعود الأسيرات إلى إسرائيل “ليس فقط بذكريات صعبة من فترة الأسر”، بل بشيء آخر وصف في إسرائيل بأنه “حقائب المفاجآت الساخرة”، وفقًا للقناة.
وأوضحت القناة الإسرائيلية، أن القسام “جهزت النساء الثلاث بحقائب بنية اللون وصلن بها إلى الأراضي الإسرائيلية، وداخل الحقائب كانت هناك خريطة لقطاع غزة وصور لهن من أيام الأسر”.
وأوضح موقع واينت العبري، أن الأسيرات الثلاث العائدات من غزة تلقين حقيبة بها تذكارات تتضمن صور لقطاع غزة من قبل عناصر في القسام.
وقالت قناة i24NEWS العبرية، “قمة السخرية حماس قدمت هدية للأسيرات الثلاث المفرج عنهن: دورون، وإميلي، ورومي – عبارة عن صورة من غزة مرفقة بـ”شهادة تخرج!”.
وشهدت عملية التسليم حضورا كبيرا لمقاتلي “القسام”، إلى جانب تجمع مئات المواطنين الذين تابعوا عملية التسليم
وقال قيادي لحركة حماس لوكالة فرانس برس « تمّ تسليم الأسيرات الثلاث للصيليب الأحمر، بعد أن اطمأن فريق الصليب الأحمر الى أنهن في بصحة جيدة”. وكان عشرات المسلحين من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في المكان. وأكدت إسرائيل تسلم الصليب الأحمر النساء الثلاث.
رسالة للكيان والعالم عن سيطرة حماس على الأرض ودورها في “اليوم التالي”
ويرى المتتبعون ان استعراض حماس في غزة أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في أول دفعة من تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، قُصد منه إرسال رسالة أنها تسيطر على الوضع في غزة.
ففي مشاهد لم ترَ أثناء الحرب، انتشر مقاتلو حماس الملثمون والمسلحون في استعراض للقوة بمعظم مدن غزة. وقالت الصحيفة إنه عندما دخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ يوم الأحد، جاب مسلحون ملثمون، يستقلون شاحنات صغيرة بيضاء، شوارع غزة، بينما كان أنصارهم يهتفون باسم الجناح العسكري لحماس.
فمن خلال إرسال مقاتليها في استعراض واضح للقوة، كانت حماس تحاول توصيل رسالة لا لبس فيها إلى الفلسطينيين في غزة، وإلى إسرائيل والمجتمع الدولي، مفادها أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال الحرب بين مقاتليها وضباط الشرطة والقادة السياسيين ومسؤولي الحكومة، فإنها تظل القوة الفلسطينية المهيمنة في القطاع.
أبوعبيدة: «طوفان الأقصى» دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال
وفي وقت سابق، أكد الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة، أن معركة «طوفان الأقصى» بدأت من تخوم غزة «لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني، لتدق المسمار الأخير بنعشه دون شك».
وقال أبو عبيدة في خطاب، بمناسبة بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اليوم، إنّ «طوفان الأقصى» أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته، كما أوصلت رسالة للعالم أن هذا الاحتلال «كذبة كبيرة» وستكون له آثار كبيرة على المنطقة.
وأشار إلى أنّ «القسام» قاتلت مع كافة فصائل المقاومة «صفاً واحداً» رغم أنها كانت «مواجهة غير متكافئة لا من حيث القدرات القتالية ولا من حيث أخلاقيات القتال، حيث ارتكب العدو بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة»، لافتاً إلى أنّ «مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادتها قوافل الشهداء، وعلى رأسهم هنية والعاروري والسنوار».
وشدّد أبو عبيدة على أن «كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة ستواجه بطوفان الوعي»، مثمناً تحمُّل أهالي الضفة المسؤولية.
وإذ جدّد التزام «حماس» باتفاق وقف إطلاق النار، دعا أبو عبيدة كافة الوسطاء إلى «إلزام العدو» بتنفيذه، شاكراً كلاً من «أنصار الله»، وحزب الله و«المقاومة الإسلامية في العراق» والأردنيين «الذين اخترقوا الحدود مع المحتل».
وقال “أبو عبيدة”، في بيان: “في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج، الأحد، عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: رومي جونين (24 عاماً)، إميلي دماري (28 عاماً)، دورون شطنبر خير (31 عاماً)”.
مراحل الاتفاق
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما.
وتشمل المرحلة الأولى وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة بما فيها محور نتساريم إلى مناطق بمحاذاة الحدود، إضافة إلى بنود أخرى.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.
مهندس “خطة الجنرالات”: الحرب انتهت وحماس انتصرت بمنعها اسرائيل من تحقيق اهدافها
الى ذلك، وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة “معاريف”، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار،قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند، الأحد، إن الحرب انتهت وحماس انتصرت ومنعت إسرائيل من تحقيق أهدافها.
وأضاف: “لقد انتهت الحرب ولن يتم استئنافها، وهذه الحرب هي فشل إسرائيلي ذريع في غزة”.
وزاد: “هذه الحرب فاشلة لسبب بسيط للغاية – وهو أن حماس من وجهة نظرها، لم تنجح فقط في منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، بل حققت هي أهدافها وبقيت في السلطة”.
واعتبر أن الاتفاق “لا يمنع حماس من إعادة تعزيز قوتها”، مضيفا: “إذا حدث ذلك وتحركت إسرائيل ضدها فإنها ستكون بذلك تنتهك الاتفاق”.
يشار إلى أن “آيلاند” هو مهندس “خطة الجنرالات” التي اقتُرحت قبل عدة أشهر وتدعو إلى محاصرة شمال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
الأجهزة الأمنية تباشر عملها
بدورها، باشرت أجهزة وزارة الداخلية والأمن الوطني منذ الصباح، انتشارها في الشوارع ومفترقات الطرق الرئيسة في جميع محافظات قطاع غزة، وذلك لمساندة المواطنين وتقديم العون لهم، وتأمين الممتلكات العامة والخاصة، والتعامل مع مخلفات الاحتلال التي تشكل خطراً على حياة المواطنين.
وقالت الوزارة، في بيان، إنّ أجهزتها المختلفة عملت على مساندة الأجهزة الحكومية الأخرى في فتح الطرقات وإعادة تقديم الخدمات للمواطنين في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، خاصة في محافظتي شمال غزة ورفح اللتين شهدتا تدميراً شاملاً.
بدء دخول المساعدات الإنسانية
وفور إعلان بدء تنفيذ الاتفاق، أعلن كبير مسؤولي الأراضي الفلسطينية المحتلة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جوناثان ويتال، أن «أولى شاحنات الإمداد بدأت تدخل بعد 15 دقيقة على بدء سريان الهدنة»
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أعلن أمس، أنه «تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يومياً إلى داخل غزة، بينها 50 شاحنة وقود».
جندي مصري ينظم دخول شحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح (أ ف ب) |
بدورها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن استعدادها لزيادة مساعداتها إلى غزة على الفور بشرط «إزالة العقبات الأمنية التي تعوق العمليات».
وأكدت على حاجتها إلى «ظروف ميدانية تسمح بالوصول المنتظم إلى سكان غزة، وتدفق المساعدات عبر الحدود والطرق السالكة برمتها، ورفع القيود المفروضة على دخول المنتجات الأساسية إلى القطاع»، واصفة التحديات الصحية بالـ«هائلة».
وذكّرت المنظمة بأنّ «فقط نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى ما زال يعمل جزئياً»، مقدّرة أن «ربع المصابين أي حوالي 30 ألف جريح يعانون من إصابات تحتاج إلى عناية دائمة»، وأضافت أنّ «نحو 12 ألف شخص بحاجة إلى أن يتم إجلاؤهم فوراً لتلقي العلاج خارج القطاع».
اعلنت حماس التزامها بوقف اطلاق النار وأنها تبذل «كافة الجهود لتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد اللازمة لإعادة دورة الحياة في القطاع إلى طبيعتها»... اقرأ المزيد
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
تعليقات