عد والبيرغ من أبرز الباحثين المنتقدين للرأسمالية العالمية والدعم الغربي لإسرائيل، حيث ألّف عدداً من الكتب في هذا المجال
قال الباحث الكندي إيريك والبيرغ أن العالم يشهد معركة كبيرة بين الرأي العام الدولي والصهيونية العالمية، مشيراً إلى أن الأخيرة بدأت تخسر هذه المعركة، مع قيام نصف مليون إسرائيلي بـالهجرة العكسية، بعد 7 أكتوبر، وهو “ما يبدّد الحلم الصهيوني المتمثّل في جمع كل يهود العالم في إسرائيل باعتبارها ملاذاً آمناً”.
وقال، في حوار خاص مع جريدة “القدس العربي”: “لقد باءت كلُّ محاولات إسرائيل لطرد الفلسطينيين قسراً إلى بلدان أخرى بالفشل، فنحن لسنا في عام 1948، أي قبل عصر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، ولن تقع أي دولة عربية فريسة للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ فلسطين من الفلسطينيين، كما أن أزمة اللاجئين العالمية لن تترك مجالاً لملايين الفلسطينيين الذين حوّلتهم إسرائيل إلى لاجئين (بعد قصف قطاع غزة)”.
يرى والبيرغ أن حلّ الدولتين “انتهى منذ فترة طويلة. حيث يعيش أكثر من 500 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، و220 ألف مستوطن في القدس الشرقية، و20 ألف مستوطن في مستوطنات مرتفعات الجولان، وهو ما يمثل 10% من سكان إسرائيل. ومنذ 7 أكتوبر، تم إجلاء 253 ألف مستوطن من الشمال، ويرفض 80% منهم العودة حتى يصبح الوضع آمنًا. ويتطلب حلّ الدولتين زعزعة استقرار هؤلاء المستوطنين غير الشرعيين، وترك مجتمعاتهم المسورة وراءهم. لنتذكر الإخلاء القسري للمستوطنين من غزة. هذه ليست صورة جميلة!”
وانتقد والبيرغ طلب المدعي العام لـ “الجنائية الدولية”، كريم خان، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وقادة “حماس” بتهمة “ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مشيراً إلى أن القرار، رغم أنه متأخر للغاية، إلا أنه يساوي بين إسرائيل وحركة “حماس”.
معتبرا أن حركة “حماس” “تمكّنت من توجيه ضربة قاتلة للمحتل، ولكن بتكلفة مروعة. وعلى الرغم من أن الفلسطينيين بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة الآن تحت السيطرة الإسرائيلية، إلا أنهم ما زالوا قادرين على المقاومة، ما ألْهَمَ حركات المقاومة في جميع أنحاء العالم، ودفع الآلاف إلى اعتناق الإسلام”.
وبخصوص التناقض الكبير بين موقف الشعوب والأنظمة الغربية في الموقف مما يحدث في غزة، قال الباحث الكندي: “إن الانفصال بين النخب الحاكمة والجماهير، أو ديمقراطية الغرب الزائفة، لم يكن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، ولكن الحركات الشعبية في مختلف أنحاء العالم تحرّك الجبل الإسرائيلي. الدراما تتكشف في الوقت الحقيقي”.
يٌعد والبيرغ من أبرز الباحثين المنتقدين للرأسمالية العالمية والدعم الغربي لإسرائيل، حيث ألّف عدداً من الكتب في هذا المجال، على غرار: “العلاقة بين كندا وإسرائيل”، و”إمبريالية ما بعد الحداثة: الجغرافيا السياسية والألعاب الكبرى”، و”من ما بعد الحداثة إلى ما بعد العلمانية: إعادة ظهور الحضارة الإسلامية”.
تعليقات