لا يدرس د. وافي معضلة الأمية بالمغرب من زاوية كمية أو تعليمية- تقنية محض، وإنما في شموليتها باعتبار الأمية مكونا فاعلا في الواقع المعرفي والتنموي المت
د.ادريس بنسعيد |
لا يدرس د. وافي معضلة الأمية بالمغرب من زاوية كمية أو تعليمية- تقنية محض، وإنما في شموليتها باعتبار الأمية مكونا فاعلا في الواقع المعرفي والتنموي المتردي، كما تؤشر على ذلك تقارير المنظمات الدولية المعتمدة، وفي مقدمتها تقرير التنمية البشرية (الرتبة 120 عالميا، 2023).
إذا كانت للأمية، حسب هذا المنظور البنيوي المجدد ،كلفة اقتصادية يسهل حسابها، فإن له كذلك كلفة اجتماعية وسياسية باهظة ترهن مستقبل المغرب وتفسر المردودية غير المقنعة للبرامج والمخططات التنموية والإصلاحات المتعاقبة لبرامج التربية والتعليم واستراتيجيات محاربة الأمية، ناهيك عن استفحال التفاوت الاجتماعي والمجالي و مسألة النوع الاجتماعي التي خص لها د.وافي كتابات أخرى.
لفك خيوط البنية المعقدة للأمية بالمغرب، وقف المؤلف الحاجة الماسة لإعادة فحص مفاهيم ومقاربات محو الأمية وإعادة بنائها والاشتغال بها كمفاهيم إجرائية تجمع ما بين الدقة والخصوبة (الفصل الأول)، الأمر الذي وفر وضوحا مفاهيميا كان غائبا أوضعيفا في الكثير من الدراسات والتقارير كمدخل ضروري لفهم واقع وتجارب الأمية في العالم (الفصل الثاني) ثم الانتقال في (الفصل الثالث) للتصدي لجوهر معضلة الأمية في المغرب متسائلا عما إذا كان الأمر متعلقا بأمية أبجدية وقرائية فقط ( وهي الفرضية التي تأسست عليها جل برامج ومخططات محو الأمية في مغرب ما بعد الاستقلال أم بأميات متعددة المداخل والمخارج؟ (الفصل الرابع)
هذه المقاربة التفكيكية للمؤلف، سواء للتجارب أم الاستراتيجيات والمقاربات السابقة هي التي سمحت، في ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، بطرح السؤال حول وضعية الأمية واستراتيجياتها الجديدة في السياق الجديد للفجوة الرقمية المتسعة التي يعاني منها المغرب والمجتمعات المشابهة.
سهولة النص وسلاسته مخادعة، إذ لم يكن من الممكن بناء الكتاب على هذا النحو النسقي لولا التجربة الطويلة للمؤلف ودراساته السابقة في هذا المجال، وخلفيته السوسيولوجية والفلسفية المتينة.
كتاب ممتع، مجدد ومفيد، منفتح على مستقبل رقمي بالأساس يطبعه اللايقين الذي تفرضه تحديات مجتمع المعرفة.
يضعنا د.وافي في هذا العمل أمام تحديات صعبة بعد زعزعة قناعات متكلسة في مجال محو الأمية، وهي تحديات تقتضي التوجه كلية، منهجا ومخططات، نحو مجتمع المعرفة والعوالم الافتراضية.
نتمنى أن يحظى هذا العمل المجدد بالقراءة والنقد والمتابعة التي يستحق، خاصة من لدن االباحثين وصناع القرار السياسي. نتمنى كذلك أن يفرد المؤلف عملا جديدا للتفصيل في ما لم يسمح الحيز أو المعطيات المتوفرة عند تحريره وهو" تحدي الأمية (الأميات) في عالم المعرفة".
إذا كانت للأمية، حسب هذا المنظور البنيوي المجدد ،كلفة اقتصادية يسهل حسابها، فإن له كذلك كلفة اجتماعية وسياسية باهظة ترهن مستقبل المغرب وتفسر المردودية غير المقنعة للبرامج والمخططات التنموية والإصلاحات المتعاقبة لبرامج التربية والتعليم واستراتيجيات محاربة الأمية، ناهيك عن استفحال التفاوت الاجتماعي والمجالي و مسألة النوع الاجتماعي التي خص لها د.وافي كتابات أخرى.
لفك خيوط البنية المعقدة للأمية بالمغرب، وقف المؤلف الحاجة الماسة لإعادة فحص مفاهيم ومقاربات محو الأمية وإعادة بنائها والاشتغال بها كمفاهيم إجرائية تجمع ما بين الدقة والخصوبة (الفصل الأول)، الأمر الذي وفر وضوحا مفاهيميا كان غائبا أوضعيفا في الكثير من الدراسات والتقارير كمدخل ضروري لفهم واقع وتجارب الأمية في العالم (الفصل الثاني) ثم الانتقال في (الفصل الثالث) للتصدي لجوهر معضلة الأمية في المغرب متسائلا عما إذا كان الأمر متعلقا بأمية أبجدية وقرائية فقط ( وهي الفرضية التي تأسست عليها جل برامج ومخططات محو الأمية في مغرب ما بعد الاستقلال أم بأميات متعددة المداخل والمخارج؟ (الفصل الرابع)
هذه المقاربة التفكيكية للمؤلف، سواء للتجارب أم الاستراتيجيات والمقاربات السابقة هي التي سمحت، في ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، بطرح السؤال حول وضعية الأمية واستراتيجياتها الجديدة في السياق الجديد للفجوة الرقمية المتسعة التي يعاني منها المغرب والمجتمعات المشابهة.
سهولة النص وسلاسته مخادعة، إذ لم يكن من الممكن بناء الكتاب على هذا النحو النسقي لولا التجربة الطويلة للمؤلف ودراساته السابقة في هذا المجال، وخلفيته السوسيولوجية والفلسفية المتينة.
كتاب ممتع، مجدد ومفيد، منفتح على مستقبل رقمي بالأساس يطبعه اللايقين الذي تفرضه تحديات مجتمع المعرفة.
يضعنا د.وافي في هذا العمل أمام تحديات صعبة بعد زعزعة قناعات متكلسة في مجال محو الأمية، وهي تحديات تقتضي التوجه كلية، منهجا ومخططات، نحو مجتمع المعرفة والعوالم الافتراضية.
نتمنى أن يحظى هذا العمل المجدد بالقراءة والنقد والمتابعة التي يستحق، خاصة من لدن االباحثين وصناع القرار السياسي. نتمنى كذلك أن يفرد المؤلف عملا جديدا للتفصيل في ما لم يسمح الحيز أو المعطيات المتوفرة عند تحريره وهو" تحدي الأمية (الأميات) في عالم المعرفة".
تعليقات