"الموسم الزراعي الحالي يندرج في سياق مناخي جدّ صعب استمر لخمس سنوات، حيث تأخرت الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم".
يتوقع ألا يتجاوز إنتاج المغرب من الحبوب 3.1 مليون طن هذا الموسم، ما يُمثل انخفاضاً نسبته 43% على أساس سنوي، بحسب أرقام حديثة صادرة عن وزارة الفلاحة.
ويعاني المغرب من توالي مواسم الجفاف ما أثّر على الإنتاج المحلي من الحبوب ويدفع لاستيراد أكبر من الخارج لتلبية الاستهلاك الذي يتجاوز 10 أطنان في السنة.
قالت وزارة الفلاحة في بيان إن "الموسم الزراعي الحالي يندرج في سياق مناخي جدّ صعب استمر لخمس سنوات، حيث تأخرت الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم".
بحسب الأرقام الرسمية، بلغ متوسط هطول الأمطار حتى 22 مايو الجاري حوالي 237 ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي، وبزيادة قدرها 9% مقارنة بالموسم السابق.
ويصنف المغرب من بين الدول الأكثر عُرضةً للتغير المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله من الدول الأكثر استيراداً للقمح، كما أن اقتصاده يعتمد بشكل كبير على الزراعة، حيث يُساهم القطاع بحوالي 14% من الناتج المحلي.
ويعمق الجفاف من لجوء البلاد إلى الاستيراد بشكل أكبر وهو ما يعني استنزاف أكبر للعملة الصعبة، بحسب الفاطمي بوركيزية في حديث لـ"الشرق" مضيفاً أن التأثير الآخر الذي لا يقل أهمية هو فقدان فرص العمل في الوسط القروي وهو ما ساهم في ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
ارتفع معدل البطالة في المغرب في نهاية الربع الأول من هذا العام إلى 13.7% بسبب فقدان 160 ألف منصب شغل في الوسط القروي في الأشهر الـ12 الماضية، بحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط، الهيئة الحكومية المعنية بالإحصاءات، بعدما كان المعدل أقل من 10% قبل 2019.
خلال العام الماضي، بلغت كلفة استيراد القمح الأكثر استهلاكاً حوالي 19.3 مليار درهم، بانخفاض 25.3% على أساس سنوي. بينما ناهز دعم الحكومة لأسعار الدقيق ودعم المستوردين للقمح من الخارج نحو 3.9 مليار درهم. وتشهد الأسعار حالياً موجة ارتفاع مع نقص المعروض خصوصا من روسيا التي تعتبر أكبر مصدر عبر العالم.
وارتفعت واردات المغرب من الحبوب منذ بداية العام حتى نهاية أبريل 29% على أساس سنوي، لتصل إلى 3.8 مليون طن. بحسب معطيات الجامعة الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، استورد المغرب 478 ألف طن من القمح الصلب بارتفاع 70% على أساس سنوي. بينما زادت واردات القمح اللين 11% إلى 1.8 مليون طن.
شهد المغرب أضعف موسم حبوب في 2007 حين بلغ الإنتاج 2.4 مليون طن. ولا يحقق المغرب الاكتفاء الذاتي من الحبوب بالنظر للطقس غير الملائم وتفضيل الفلاحين لزراعات أخرى أعلى ربحاً.
تعليقات