مرة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة، الجمعة، حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف “إطلاق نار إنساني فوري” في قطا
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
وقال الأمين العام، في أول كلمة ألقيت في الجلسة اليوم، “في مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار”.
وركز غوتيريش على 3 نقاط رئيسية: أولها، عدم وجود حماية فعالة للمدنيين في غزة حيث “لا يوجد مكان آمن”. ثانيا، نفاد الغذاء، “فوفق برنامج الأغذية العالمي هناك خطر كبير للجوع الشديد والمجاعة في غزة. ثالثا: انهيار النظام الصحي في غزة فيما تتصاعد الاحتياجات.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. وحث مجلس الأمن الدولي على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة.
من جهته، دعا السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات- العضو العربي بالمجلس “باسم الإنسانية والعدالة والسلام”.
وأضاف أن ما يحدث في فلسطين الآن وما سيحدث بعد سيؤثر على العلاقات والتصورات في جميع أنحاء العالم للأجيال القادمة. وأكد أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للشجاعة والحسم والعمل، مشددا على ضرورة التحرك الآن.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت هدفا لهجمات بغيضة بسبب احترامها لتفويضها الذي صاغته الدول الأعضاء، مضيفا “أنه من واجب الدول الأعضاء رفض مثل هذه الهجمات ووضع حد لها، خاصة في الوقت الذي يقع فيه موظفو الأمم المتحدة على الأرض ضحايا أيضا”.
وقال منصور هذه لحظة الحقيقة، مشيرا إلى أن “هدف الإسرائيليين واضح وهو إجبار الناس على المغادرة. بغض النظر عن عدد المرات التي يقول فيها البعض إن ذلك لن يحدث”.
وأضاف أن “تلك الحرب هي جزء من الهجوم الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كأمة وتدمير قضية فلسطين.. الشعب الفلسطيني لن يموت عبثا. الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام”.
وأضاف منصور: “أظهروا لنا الاحترام، ليس بالأقوال، بل بالأفعال. أظهروا لنا الاحترام لحياتنا وحقوقنا”. وقال منصور: “إن هذه لحظة في التاريخ، سيتم سؤال الجميع عن مواقفهم، وسيحدد ذلك من هم وما الذي يمثلونه حقا”.
ونبه إلى أن كل ما بني بعد الحرب العالمية الثانية كان لمنع وقوع الفظائع التي تجري الآن في غزة ضد الشعب الفلسطيني المُهجر ، مضيفا “أن مجرمي الحرب الذين يقومون بذلك لا يخجلون. وبدلا من أن يتلقوا اللوم، يلومون ويهاجمون الجميع”.
وفي السياق، دعا نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إلى إنهاء دائرة العنف. وأضاف أن بلاده تضم صوتها إلى العديد من النداءات لوقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع. وإنهاء الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.
وقال إن روسيا تستنكر بشكل قاطع أي عمل قد يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، كما لا تقبل أية مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب، وهو عبارة عن النكبة الجديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني”.
وشدد على أن بلاده تعظم كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى تطبيع الوضع وفتح الطريق أمام عملية التسوية الجدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى ما وصفها”محاولات أحد أعضاء المجلس لإبطاء وإفشال هذه الجهود المشتركة”.
وأضاف أنه في ظل هذه المخططات المشكوك فيها، كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تتعايش في سلام وأمن مع جارتها إسرائيل.
وأكد دعم بلاده لمشروع القرار الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة، داعيا إلى التصويت لصالحه اليوم.
وكانت النتائج النهائية لعملية التصويت على القرار كالتالي: "13 دولة صوتت لصالح القرار، عدا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، والولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو ضد القرار".
ويدعو مشروع القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواع إنسانية، كما أكد المشروع على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
تعليقات