(الأناضول) - بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يصعّد الجيش الإسرائيلي اقتحاماته لمدن وبلدات ومخيمات الضفة ال...
(الأناضول) - بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يصعّد الجيش الإسرائيلي اقتحاماته لمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، قتل خلالها 260 فلسطينيا، وأصاب 3200، واعتقل 3580 آخرين، حتى 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وبحسب رصد الأناضول، حول الجيش الإسرائيلي مدنا بالضفة إلى ما يشبه "ساحة معركة"، وقطعها عبر حواجز عسكرية وسواتر ترابية، بينما يواصل المستوطنون الإسرائيليون شن هجمات على السكان والممتلكات الفلسطينية من حين لآخر.
وتستخدم إسرائيل خلال عملياتها بالضفة الغربية، الرصاص الحي والقصف والمراقبة بطائرات مُسيرة ، وخاصة في مخيمي جنين ونور شمس.
ومع مرور شهرين على الحرب في قطاع غزة، ما زالت حصيلة أعداد القتلى والمعتقلين الفلسطينيين بالضفة الغربية تزداد بوتيرة يومية، وتتفاقم مع عنف المستوطنين الإسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر المنصرم، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 16 ألفا و248 قتيلا و43 ألفا و616 جريحا، فيما بلغ عدد المفقودين 7600، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
اقتحامات متكررة
تتركز العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي على اقتحام مناطق واسعة بالضفة الغربية، أبرزها مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم وبلاطة وعسكر شمالي الضفة، وعقبة جبر (شرق)، والعروب والدهيشة (جنوب).
وبحسب رصد الأناضول، نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات العمليات العسكرية وخلف دمارا كبيرا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية في مخيمي جنين ونور شمس.
واستخدمت القوات الإسرائيلية خلال الاقتحامات جرافات عسكرية عملت على تجريف الشوارع وتدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ودمرت نصبا تذكارية.
قتلى وجرحى
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، قتل 260 فلسطينيا وأصيب 3200 برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن "عدد الشهداء بالضفة الغربية منذ بداية عام 2023 ارتفع إلى 469".
وأضافت الكيلة أن "اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات وطواقم الإسعاف في الضفة الغربية تزايدت، حيث صعد الاحتلال من استهدافه للمستشفيات ومحاصرتها واقتحامها والاعتداء على سيارات وطواقم الإسعاف، واعتقال الجرحى".
اعتداءات المستوطنين
ونفذ المستوطنون منذ 7 أكتوبر الماضي 610 اعتداءات في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، اطلع عليها مراسل الأناضول.
وتوزعت هجمات المستوطنين بين إطلاق الرصاص الحي، والاعتداء بالضرب، ورشق مركبات بالحجارة والهجوم على منازل فلسطينية وتخريب ممتلكات ومزروعات.
ووفق تقديرات رسمية، فإن عنف المستوطنين أدى إلى هجر ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية تضم 1.014 شخصًا، بينهم 388 طفلاً، مناطقهم البدوية المصنفة "ج" حسب اتفاق "أوسلو 2" الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.
رهن الاعتقال
ومع اقتحامه القرى والبلدات في أنحاء الضفة الغربية، ينفذ الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال واسعة طالت 3580 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي، وفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتقل 7800 فلسطيني في سجونها حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينهم 33 امرأة، و166 طفلًا، و2873 معتقلا إداريا (دون تهمة).
وكانت إسرائيل أفرجت عن 71 أسيرة و169 طفلًا في صفقات تبادل أسرى مع حركة حماس، بموجب اتفاق هدنة إنسانية دامت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر الجاري.
وقبل 7 أكتوبر الماضي، كانت إسرائيل تعتقل 5250 فلسطينيا، بينهم 37 أسيرة، و180 طفلا، و1319 معتقلا إداريا.
وتشير المعطيات الفلسطينية إلى أن 6 أسرى قتلوا في السجون الإسرائيلية جراء سياسة التعذيب، منذ 7 أكتوبر المنصرم.
وكان أسرى فلسطينيون أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في صفقة التبادل مع "حماس"، تحدثوا في شهادات للأناضول عن تضييق وتعذيب وضرب ونوم على الأرض ونقص في الطعام داخل معتقلاتهم.
إغلاقات ومعاناة
بجانب ما سبق، حولت إسرائيل مناطق بالضفة الغربية إلى ما يشبه "المعازل"، عبر نصب حواجز عسكرية وأخرى ترابية، علاوة على فرض إغلاقات للمدن والبلدات.
مراسل الأناضول في الضفة الغربية أشار إلى أن الفلسطينيين يقضون أوقاتا طويلة للوصول إلى مناطق عملهم لسلوكهم طرقا التفافية وأخرى غير معبدة جراء إغلاق إسرائيل طرقات رئيسية أمام الفلسطينيين.
وبفعل هذه الإغلاقات، بات الفلسطيني المسافر من مدينة نابلس (شمال) إلى مدينة رام الله (وسط) يستغرق نحو ساعتين للوصول، بينما كانت المدة قبل 7 أكتوبر الماضي 40 دقيقة أو أقل.
تعليقات