استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعاً بعد أن رفضت اسرائيل الاتفاق على تمديدها، للمضي في مخطط التهجير القسر
ومع مطلع صباح اليوم الجمعة شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على أنحاء مختلفة من غزة، مما أدى إلى سقوط نحو 32 شهيداً وعشرات الجرحى.
و في المقابل، دوت صفارات الإنذار، منذ الصباح، في مناطق واسعة في غلاف غزة، فيما أعلنت «سرايا القادس» قصف «المدن والبلدات المحتلة، رداً على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا صباح اليوم»، مؤكدةً أيضاً قصف تجمع لجنود وآليات العدو المتمركزة في محور «نتساريم»، بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
كما تحدثت وسائل إعلام عن اعتراض صواريخ في سماء سديروت وعسقلان.
من جهتها، أكدت «حماس» عزمها على «إفشال أهداف العدوان الإجرامي»، مضيفةً «(أننا) سنكسر إرادة جيش الاحتلال المهزوم، والكلمة العليا ستبقى لشعبنا الفلسطيني».
وحملت حماس الولايات المتحدة الامريكية استئناف العدوان على غزة، وقالت ان الكيان الصهيوني رفض جميع المقترحات لاستمرار الهدنة لانه كان اتخذ قرار العودة للحرب ومواصلة شن عدوانه على القطاع.
وفي هذا السياق، أشارت الحركة إلى أنّها عرضت «تبادل الأسرى وكبار السن، وتسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، لكن الاحتلال رفض»، لافتةً إلى أنّ سبب هذا الرفض هو أنّ لدى الاحتلال «قراراً مسبقاً» باستئناف «عدوانه الإجرامي على قطاع غزة»، ومحمّلةً الإدارة الأميركية «مسؤولية استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية في القطاع، من خلال إعطائها الضوء الأخضر لاستئناف العدوان».
في السياق، قال نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية،: "عرضنا عدة مقترحات لتبادل الأسرى مع الاحتلال، أفرجنا عن 85 امرأة وطفلا خلال مدة الهدنة المؤقتة"، مشيرا إلى "أننا لم نطرح موضوع المجندات المحتجزات لكنهم سلموا الوسطاء بشكل خبيث قائمة أسماء كلها من المجندات، ورفضوا التعاطي مع الإفراج عن أسرى فلسطينيين من كبار السن مقابل كبار السن المحتجزين".
وأكد أيضا "أننا كنا جاهزين للتعاطي مع 3 مقترحات بشأن التبادل لكن الاحتلال رفض التعاطي معها، ورفض طلبنا الإفراج عن محرري صفقة شاليط مقابل الإفراج عن جثامين عائلة بيباس"، مبينا "أننا كنا على تواصل مع الوسطاء حتى صباح اليوم لكن الحديث عن هدن انتهى عندما بدأ القصف".
و نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن الحرب ستستمر في الأيام المقبلة ولا نية لإيقافها. فيما أعربت قطر عن أسفها الشديد لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة إثر انتهاء الهدنة.
ومع الاعلان عن فشل المساعي لإتمام صفقة تبادل شاملة مع المقاومة، تبدو إسرائيل مستعدّة لجولة جديدة من العدوان على غزة. لكنّ الأهم، أن الولايات المتحدة التي وفّرت الغطاء الكامل للجولة الأولى، قد قرّرت المضيّ في سياستها نفسها، متجاهلة كل النداءات الدولية، وغير آبهة بكل مواقف الدول المعارضة للحرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عقد مؤتمرا صحافيا في تل أبيب، ليل أمس، أعلن فيه ما يشبه التوصيات التي يجب أن تلتزم بها العمليات العسكرية الجديدة التي تنوي إسرائيل القيام بها، متبنّياً مطالب اسرائيل «الخيالية»، والمتمثّلة في إطلاق المقاومة سراح جميع الأسرى لديها، وإعلانها الاستسلام، وتسليمها قادتها ومجاهديها بحجّة أنهم شاركوا في عملية «طوفان الأقصى».
واللافت انها ثالث زيارة لوزير خارجية أمريكا منذ بدء العدوان على غزة، حيث شارك في اجتماع «كابينت الحرب» الإسرائيلي، الذي ناقش شكل المرحلة المقبلة، ما بعد الهدنة المؤقّتة.
في هذه الندوة، ارسل بلينكن إشارات واضحة حول دعم بلاده المستمر لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وبحسب التقارير الإعلامية العبرية، قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، في المحادثات مع بلينكن، إن «الحرب لن تستغرق أسابيع بل أشهراً».
وبعلاقة بالموضوع، طلب الجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، من سكان المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بإخلائها والتوجه لمدينة رفح، عبر منشورات ألقتها طائراته، على البلدات الشرقية للمدينة .
وجاء في نص المنشورات الإسرائيلية: “إلى سكان (بلدات) القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلا عليكم الإخلاء فورا والتوجه إلى الملاجئ في منطقة رفح (أقصى الجنوب)، مدينة خانيونس منطقة قتال خطيرة لقد أعذر من أنذر”.
يأتي الطلب رغم تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية على رفح فور انتهاء الهدنة المؤقتة صباح الجمعة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بحسب مراسل الأناضول.
ومناطق شرق خان يونس غالبيتها أراض زراعية ويتمركز على أطرافها عدد كبير من الآليات العسكرية الإسرائيلية.
ويعد انتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي ”عراب” ملف التهجير، وأحد أبرز المتحمسين لتنفيذه.
وتحدثت تقارير ان ملف بلينكن يشمل تهجير اللاجئين الفلسطينيين من الضفة والقطاع والتي تصنف مخيماتهم عادة بأنها “حواضن التطرف” ومعامل التفريخ للمقاومة.
تعليقات