في اليوم الثالث من الهدنة الإنسانية، بين حركة «حماس» والاحتلال الإسرائيلي، تمّت المرحلة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى.
وشملت هذه المرحلة الإفراج عن 39 فلسطينياً من الأطفال والفتية ما دون الـ18 عاماً، وصلوا تباعاً إلى ميدان ياسر عرفات في مدينة رام الله، قادمين من سجن عوفر.
في المقابل، أكدت كتائب «القسام» تسليم 13 إسرائيلياً و3 تايلنديين وروسي واحد إلى الصليب الأحمر ضمن المرحلة الثالثة للتبادل.
كما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تسلم الصليب الأحمر الدفعة الثالثة من الأسرى.
وقالت مصادر عبرية إن عملية التسليم جرت في منطقة شمال قطاع غزة.
حضور عسكري مكثف لحماس يسقط مزاعم سيطرة إسرائيل على شمال غزة
كتائب القسام تنشر مقطع فيديو يوثّق جانباً من تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة ضمن التهدئة الإنسانية والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.#الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة pic.twitter.com/pMhokpJXKW
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 26, 2023
وأظهر فيديو نشرته كتائب “القسام”، تسليم المحتجزين في ميدان فلسطين والمعروف محليا “الساحة”، وسط حضور عشرات الفلسطينيين المدنيين وعناصر ملثمة من حركة “حماس”.
وظهر مقاومو حماس بالمنطقة التي تم فيها تسليم المحتجزين وهي تُعَدّ منطقة قتال في شمال وادي غزة، وفقًا لبيانات سابقة لجيش الاحتلال.
و حملت المرحلة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى رسائلَ أبعد من مجرّد انتزاع حرّية الأسرى بالقوّة، وإرغام الكيان الاسرائيلي على ذلك، من بينها إسقاط أهدافه المعلَنة للحرب.
وأيضاً سقوط مزاعم «سيطرة» الاحتلال على شمال قطاع غزة؛ إذ انتفت صحّة تلك المزاعم مع إعلان «كتائب القسام» أن تسليم الأسرى سيجري في الشمال.
وهكذا، ظهر مقاتلو حركة «حماس» في قلب مدينة غزة التي شهدت معارك ضارية في الأسابيع الماضية، ليسلّموا 13 أسيراً إسرائيلياً، وآخر إسرائيلياً يحمل الجنسية الروسية، و3 أسرى تايلنديين، وسط حضور جماهيري واستعراض للقوّة نفّذته «الكتائب».
وأكّدت «القسام»، من خلال ظهور مقاتليها في جيبات عسكرية، أنها لا تزال تتحكّم استخبارياً وجغرافياً بهذه البقعة، وأن عناصرها يستطيعون الظهور كما يريدون، وتأمين تسليم الأسرى باحتياطات أمنية، وأن المقاومة بخير. وأعقبت تسليم الأسرى، جولة لعناصر «الكتائب» في قلب غزة، وسط تكبيرات الجماهير وهتافاتها، ليتأكد أن الدمار والمجازر لم يزيدا أهل غزة إلا تأييداً للمقاومة.
إسرائيل تفرض تعتيماً على كلام أسراها المحرّرين حول ظروف احتجازهم
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بعض أقارب هؤلاء قولهم إن الأسرى كانوا خلال الاحتجاز مقطوعين تماماً عن العالم الخارجي.
وبالفعل، لم تظهر علامات الرعب التي يمكن أن يثيرها انفجار آلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع، وخاصة أن الحديث يجري عن نساء وأطفال، ما يفيد بأن الحركة تملك ملاجئ محصّنة وآمنة تعزل من بداخلها عمّا يجري في الخارج.
وفي تجسيد ميداني لاستمرار سيطرة «حماس» على غزة، حوّلت الحركة إطلاق المجموعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين، إلى استعراض للقوة في وسط مدينة غزة، ما ينفي تماماً كلام نتنياهو وغالانت قبل نحو أسبوعين عن «فقدان الحركة سيطرتها» على المدينة، ويزيد في المشاكل التي سيواجهها الطرفان. ويفيد امتزاج هذا المشهد، بمشهد الاستقبال الاحتفالي للأسرى المحرّرين في الضفة الغربية، بتعزيز نفوذ المقاومة وقوّتها على كل الأراضي الفلسطينية.
تمديد الهدنة على الطاولة
وفي سياق متّصل، أشارت «حماس»، إلى أنها تسعى إلى تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة، من خلال بحثٍ جاد عن زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين، كما ورد في اتفاق الهدنة.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، إن واشنطن تعتقد أن تمديد الهدنة وصفقة تبادل الأسرى ممكن.
وأضاف أن تمديد الصفقة سيتم إذا كانت حركة «حماس» مستعدة لمواصلة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
تعليقات