قائد وفد جبهة البوليساريو خطري أدوه خلال مؤتمر صحافي بعد يومين من المفاوضات في جنيف حول الصحراء الغربية في 6 كانون الأول/ديسمبر 20...
قائد وفد جبهة البوليساريو خطري أدوه خلال مؤتمر صحافي بعد يومين
من المفاوضات في جنيف حول الصحراء الغربية
في 6 كانون الأول/ديسمبر 2018
(afp_tickers)
(ا ف ب) - اتفق المغرب وجبهة بوليساريو بعد أول مباحثات بينهما حول الصحراء الغربية منذ 2012 في جنيف الخميس على اللقاء مجدداً مطلع 2019 تحت رعاية الأمم المتحدة التي تأمل في بدء مفاوضات من المتوقع أن تكون شائكة بينهما.
ويبدو استئناف المباحثات معقداً مع تمسك الطرفين بمواقفهما إزاء آخر منطقة من الحقبة الاستعمارية متنازع عليها في القارة الأفريقية.
وبعد ست سنوات من فشل آخر مفاوضات مباشرة بين الطرفين اللذين خاضا نزاعاً حتى إعلان وقف إطلاق النار في 1991، شارك المغرب وبوليساريو على مدى يومين في قصر الأمم في جنيف في محادثات حول طاولة مستديرة بمشاركة الجزائر وموريتانيا.
وتحدث المبعوث الأممي للصحراء الغربية الخميس بلهجة إيجابية عن إمكانية التوصل إلى "حل سلمي" للنزاع المستمر منذ عقود.
وقال هورست كولر وهو رئيس ألماني سابق مكلف بالملف منذ 2017، للصحافيين إن "الحل السلمي ممكن لهذا النزاع. من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أنه من مصلحة الجميع حل هذا النزاع".
وقال كولر إنه "مسرور للغاية للإعلان عن التزام الوفود بالمحادثات"، معلنا أن جولة محادثات جديدة ستجري "في الربع الأول من عام 2019".
قدمت الأمم المتحدة المحادثات باعتبارها "خطوة أولى نحو استئناف عملية مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
وقال مبعوث الأمم المتحدة إن المحادثات جرت في "جو من الالتزام الجاد والاحترام المتبادل".
ورأت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية إن "اجتماع جنيف يعيد إطلاق عملية المفاوضات حول الصحراء الغربية".
- اجتماعات لا نهاية لها -
تقع الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة الغنية بالفوسفات، على الطرف الغربي للصحراء الشاسعة وتمتد على مسافة 1000 كيلومتر على طول ساحل المحيط الأطلسي، وهي منطقة غنية بالثروة السمكية.
عندما انسحبت إسبانيا منها في عام 1975، أرسلت الرباط آلاف الأشخاص عبر الحدود وأعلنت أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من المغرب.
في العام التالي أعلنت جبهة البوليساريو إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" بدعم من الجزائر وليبيا، وطالبت بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.
ومذاك، اعترفت 84 دولة عضو في الأمم المتحدة بالجمهورية الصحراوية. إلا أن حالة من الجمود سيطرت على الوضع، وقام المغرب ببناء جدران رملية تعلوها أسلاك شائكة في الصحراء لا تزال تحيط بثمانين في المئة من أراضي الصحراء الغربية التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع. وبموجب وقف إطلاق النار لعام 1991، نشرت الأمم المتحدة بعثة لحفظ السلام أدامت خط المراقبة، لكن المجتمع الدولي سعى منذ فترة طويلة لإجراء استفتاء لتقرير وضع المنطقة.
وترفض الرباط حاليا أي تصويت يكون فيه الاستقلال خياراً وتعتبر أن الحكم الذاتي هو فقط المطروح على الطاولة وهو ضروري للأمن الإقليمي.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحافيين "إن تقرير المصير شيء والاستفتاء شيء آخر. تقرير المصير يجري من خلال التفاوض. والاستفتاء غير وارد".
وإن أكد أن المحادثات جرت "في أجواء جيدة جداً"، فقد شدد على أنه "لا يكفي ... يجب أن تترجم الأجواء الجيدة إلى إرادة حقيقية" لتغيير هذا الوضع. وحذر من أن "هذا الزخم سيخبو في غياب الإرادة السياسية".
وقال الوزير المغربي إن بلاده "ليست مستعدة للمشاركة في اجتماعات لا نهاية لها".
- جمهورية صحراوية -
من جانبه كرر رئيس "البرلمان" والرئيس الصحراوي المؤقت خطري أدوه الذي ترأس وفد البوليساريو المطالبة بالحق في تقرير المصير.
وقال "لو كان لدى (مسؤولي) المغرب الإرادة الحقيقية لإنهاء هذا الوضع وبصورة أسرع من تنظيم استفتاء، لكان عليهم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية".
رعت الأمم المتحدة آخر محادثات مباشرة في عام 2007 لكنها انهارت بعد ذلك بخمس سنوات حول وضع الإقليم والهيئة الناخبة للمشاركة في الاستفتاء المقترح.
ويؤكد المراقبون أن الأطراف المعنية تتعرض لضغوط مع تخفيض ولاية قوة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية إلى ستة أشهر بدل سنة.
وفي انتظار التوصل إلى تسوية، يعيش بين مائة ألف ومائتي الف لاجئ في مخيمات قريبة من مدينة تندوف غرب الجزائر، قرب حدود المغرب والصحراء الغربية.
تعليقات