*غزلان بنعمر توقف أخيرا إطلاق النار... توقف إطلاق النار بعد مجزرة رهيبة عاشتها غزة لما يقارب الشهرين... توقف إطلاق النار بعد أن هدمت...
*غزلان بنعمر
توقف أخيرا إطلاق النار...
توقف إطلاق النار بعد مجزرة رهيبة عاشتها غزة لما يقارب الشهرين... توقف إطلاق
النار بعد أن هدمت آلة الحرب الصهيونية الفاشية المباني والأبراج والأشجار
والأحجار ونكلت بالشيوخ والأطفال والنساء... توقف إطلاق النار وأصدرت حماس بيانا
أعلنت فيه الانتصار...
"خاض هذا الشعب البطل مع مقاومته حروباً ثلاثة مع الاحتلال الصهيوني صنع فيها الانتصار، ففي معركة الفرقان كان الانتصار، و(انتصرت غزّة) في حجارة السجيل، واليوم في معركة العصف المأكول (غزّة .. شعبٌ يصنعُ نصرَه)" .
كيف... أينَ... انْسلْلتْ؟
بين عُنْقِ الذّبيح ومِقْصلة الذّابحينْ؟
كيف... ماذا... قُتِلتْ؟
كُنتَ كالآخرينَ، انتهيتَ
ولم تَنْتَهِ المَهزلهْ...
انتصرت غزة في معركة العصف المأكول حتى بمئات الضحايا
من الأطفال... أصاب بنوبة غضب حين أسمع تعليقا من حمساوي في جزيرة الإخوان وهو
يعلن أن قتلى وضحايا الاعتداءات الإسرائيلية هم من المحظوظين، وهم اليوم في الجنة
وقتلى اليهود في النار... حماس تستحق الشكر والتقدير لأنها عجلت بموتهم وعجلت
بذهابهم لجنة النعيم، هكذا وبهذه العقلية تخوض حماس أعقد حروب التحرير في عالم
اليوم و التي تحولت من حرب تحرير بالآلاف من الضحايا، لحرب العصف المأكول، ومن حرب
دولة فلسطين لحرب فتح معبر لإمارة غزة، ومن حرب سياسية تدار بهدف المستقبل والحياة
والعيش بسلام لحرب حجارة من سجيل...
أعرفُ،
كان ملكُكَ الوحيدُ ظِلَّ خيمةٍ،
وكان فيها خِرَقٌ،
ومرّةً يكونُ ماءٌ، مرَّةً رغيفٌ،
وكان أطفالك يكبرونْ
في بُرْكةٍ،
لم تَيْأسِ انْتفضْتَ صرتَ الحلمَ والعيونْ
تظهرُ في كوخٍ على الأرْدن أو في غَزَّةٍ والقدْسْ
تقتحمُ الشارعَ وهو مَأتَمٌ تتركه كالعرْسْ
وصوتُك الغامرُ مثلُ بحَرٍ
ودمُكَ النافرُ مثلُ جبلٍ
وحينما تحملك الأرضُ إلى سريرها
تترك للعاشقِ اللاَّحقِ جدولينْ
من دمكَ المسْفوحِ مرَّتينْ...
“إنكم تقاتلون جنودا ربانيين يحبون الموت في سبيل الله، كما تحبون أنتم الحياة، ويتسابقون فيما بينهم من أجل الشهادة، بينما أنتم تفرون خوفا من الموت”... هكذا صرح هنية لجزيرة الإخوان... وبهكذا تصريح يضفي على جنود الاحتلال مسحة إنسانية بحبهم للحياة، ويسم الفلسطنيين بتقديس الموت أو ما يسمونه "الشهادة"...
يا دمًا يتخثّر يجري صحارَى كلامْ
يا دمًا ينسج الفجيعة أو ينسج الظلامْ
إنْقرض!... إنْقرض!...
على عكس النهج الذي تبلور في أواسط الثمانينات في انتفاضة الحجارة، التي وضعت لأول مرة الضمير العالمي الإنساني أمام صورة الطفل الحامل للحجارة وهو يواجه دبابة أو رشاشة... في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، اهتدى الشعب لطريق الكفاح المدني السلمي ونال تعاطفا عالميا قل نظيره، وبدأ الشعب الفلسطيني يتلمس طريقه للاستقلال، تماما مثلما اهتدى مانديلا، مسترشدا بتجربة غاندي، للمقاومة السلمية. وحين تبنى مانديلا هذا الأسلوب، كانت حركة المقاومة المدنية ومقاومة العنصرية تشق طريقها بقوة نحو ضمائر ووجدان الناس، واضعة الجميع أمام وحشية وهمجية الميز العنصري بقيادة الزعيم التاريخي مارتن لوثر كينغ، لتفرض، بزخم مظاهراتها في المدن الكبرى، على إدارتي كيندي وجونسون وعلى كل مؤسسات التشريع الأمريكي، سن قوانين تدين التمييز وتجرمه... هكذا حول مانديلا قوة الأبارتيد إلى قوة عمياء وجبانة، تماما مثلما حول أطفال فلسطين جنود الاحتلال لجنود منخورين ومعطوبين، وليس غريبا أن تسجل خلال هذه الفترة أكبر الانتحارات في صفوفهم...
وجه يافا طفلٌ
هل الشجَرُ الذابل يزهو؟
هل تَدخل الأرض في صورة عذراء؟
من هناك يرجّ الشرق؟
جاء العصف الجميلُ
ولم يأتِ الخرابُ الجميلُ
صوتٌ شريدٌ...
- الأبيات الشعرية من قصيدة "مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف" لأدونيس -
"خاض هذا الشعب البطل مع مقاومته حروباً ثلاثة مع الاحتلال الصهيوني صنع فيها الانتصار، ففي معركة الفرقان كان الانتصار، و(انتصرت غزّة) في حجارة السجيل، واليوم في معركة العصف المأكول (غزّة .. شعبٌ يصنعُ نصرَه)" .
كيف... أينَ... انْسلْلتْ؟
بين عُنْقِ الذّبيح ومِقْصلة الذّابحينْ؟
كيف... ماذا... قُتِلتْ؟
كُنتَ كالآخرينَ، انتهيتَ
ولم تَنْتَهِ المَهزلهْ...
أصاب بنوبة غضب حين أسمع تعليقا من حمساوي في جزيرة الإخوان وهو يعلن أن قتلى وضحايا الاعتداءات الإسرائيلية هم من المحظوظين، وهم اليوم في الجنة وقتلى اليهود في النار...
كان ملكُكَ الوحيدُ ظِلَّ خيمةٍ،
وكان فيها خِرَقٌ،
ومرّةً يكونُ ماءٌ، مرَّةً رغيفٌ،
وكان أطفالك يكبرونْ
في بُرْكةٍ،
لم تَيْأسِ انْتفضْتَ صرتَ الحلمَ والعيونْ
تظهرُ في كوخٍ على الأرْدن أو في غَزَّةٍ والقدْسْ
تقتحمُ الشارعَ وهو مَأتَمٌ تتركه كالعرْسْ
وصوتُك الغامرُ مثلُ بحَرٍ
ودمُكَ النافرُ مثلُ جبلٍ
وحينما تحملك الأرضُ إلى سريرها
تترك للعاشقِ اللاَّحقِ جدولينْ
من دمكَ المسْفوحِ مرَّتينْ...
“إنكم تقاتلون جنودا ربانيين يحبون الموت في سبيل الله، كما تحبون أنتم الحياة، ويتسابقون فيما بينهم من أجل الشهادة، بينما أنتم تفرون خوفا من الموت”... هكذا صرح هنية لجزيرة الإخوان... وبهكذا تصريح يضفي على جنود الاحتلال مسحة إنسانية بحبهم للحياة، ويسم الفلسطنيين بتقديس الموت أو ما يسمونه "الشهادة"...
يا دمًا يتخثّر يجري صحارَى كلامْ
يا دمًا ينسج الفجيعة أو ينسج الظلامْ
إنْقرض!... إنْقرض!...
على عكس النهج الذي تبلور في أواسط الثمانينات في انتفاضة الحجارة، التي وضعت لأول مرة الضمير العالمي الإنساني أمام صورة الطفل الحامل للحجارة وهو يواجه دبابة أو رشاشة... في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، اهتدى الشعب لطريق الكفاح المدني السلمي ونال تعاطفا عالميا قل نظيره، وبدأ الشعب الفلسطيني يتلمس طريقه للاستقلال، تماما مثلما اهتدى مانديلا، مسترشدا بتجربة غاندي، للمقاومة السلمية. وحين تبنى مانديلا هذا الأسلوب، كانت حركة المقاومة المدنية ومقاومة العنصرية تشق طريقها بقوة نحو ضمائر ووجدان الناس، واضعة الجميع أمام وحشية وهمجية الميز العنصري بقيادة الزعيم التاريخي مارتن لوثر كينغ، لتفرض، بزخم مظاهراتها في المدن الكبرى، على إدارتي كيندي وجونسون وعلى كل مؤسسات التشريع الأمريكي، سن قوانين تدين التمييز وتجرمه... هكذا حول مانديلا قوة الأبارتيد إلى قوة عمياء وجبانة، تماما مثلما حول أطفال فلسطين جنود الاحتلال لجنود منخورين ومعطوبين، وليس غريبا أن تسجل خلال هذه الفترة أكبر الانتحارات في صفوفهم...
وجه يافا طفلٌ
هل الشجَرُ الذابل يزهو؟
هل تَدخل الأرض في صورة عذراء؟
من هناك يرجّ الشرق؟
جاء العصف الجميلُ
ولم يأتِ الخرابُ الجميلُ
صوتٌ شريدٌ...
- الأبيات الشعرية من قصيدة "مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف" لأدونيس -
تعليقات