ممانعة مؤنَّثة صدر العدد الجديد من المجلة الثقافية الدوحة متضمنا لملف تحت عنوان : "نساء الربيع العربي .. من الشرارة الى الان...
ممانعة مؤنَّثة
صدر
العدد الجديد من المجلة الثقافية الدوحة متضمنا لملف تحت عنوان : "نساء
الربيع العربي .. من الشرارة الى الان". و الملف و هو من انجاز مراسلي المجلة
بكل من تونس و المغرب و مصر و ليبيا، خصص حيزا هاما لعلاقة المراة بالحراك الذي
قادته حركة 20 فبراير بالمغرب، من خلال ناشطتي الحركة غزلان بنعمر و سارة سوجان. فيما يالي الجزء الخاص المغرب :
ثلاث سنوات هي المسافة الفاصلة بيننا وبين تاريخ انطلاق
الحراك المغربي المطالب بالتغيير والديموقراطية، والذي تمثِّل في المغرب في دينامية
حركة «20 فبراير»، حراك أسهمت فيه النساء بشكل بارز، وخاصة الشابات منهم، فقد
كُنَّ في طليعة المظاهرات والمواجهة يرفعن الشعارات جنباً إلى جنب مع الرجال،
ويشاركن في التوجيه والتنظيم، وهي مشاركة تؤكِّد وعي النساء المغربيات وتوقهن إلى
تحقيق مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
غزلان بنعمر أنموذج من مجموعة من الشابات المغربيات اللائي حملن على عاتقهن عبء المشاركة في التغيير والنضال من أجله في الشارع، انخرطت المهندسة الشابة التي احتفلت الشهر الماضي بعيد ميلادها الثامن والعشرين- دون تردُّد- في دينامية الحراك المغربي، جرأتها وحركيتها جعلتاها واحدة من أيقونات النسخة المغربية من الربيع الديموقراطي الذي شهدته المنطقة، كانت غزلان تتولّى إدارة الاجتماعات الأسبوعية لأعضاء الحركة بتفاصيلها المعقَّدة واختلافات توجُّهاتها، وتشارك في التعبئة وتوزيع البيانات الداعية إلى الاحتجاج في الشارع.
تقول بنعمر في لقائها مع مجلة «الدوحة» إنها كانت واحدة ممن حصل لهن شرف الانخراط منذ البدايات الأولى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في موجة الحراك الذي شهدته المنطقة، و من أكثر المتحمِّسات والداعيات إلى أن يكون للمغاربة أيضاً ربيعهم على غرار ما حدث في تونس ومصر، وتتابع بنعمر: «اليوم ورغم تراجع جذوة الحراك، فإنني لا أزال تلك الشابة الحالمة بغد الحرية والكرامة، لازلت مع كثير من رفيقاتي نبحث عن مداخل قد تكون جديدة في أشكال الاحتجاج والانتصار الدائم لقيم العدالة والحرية ، وصدقية الفعل الجماهيري المدني المستقلّ».
الشابة التي انضمَّت في خضمّ الحراك إلى حزب يساري معارض مؤمنة بأن السياسة الحقيقية والتغيير هي حيث الملايين، ولن تكون بفعل جسم سياسي ضحل وضئيل، تقول إنها بمشاركتها في الحراك ربحت تقديرها لنفسها ولذاتها واحترام محيطها وأصدقائها وهي لا تزال تخوض رحلة إثبات ذاتها، تختم غزلان حديثها لنا بالقول: «أنا أعتبر نفسي شجاعة لأنني أدير ظهري لمنظومة القيم والثقافة العتيقة التي تمنع وتعيق ميلاد المجتمع الجديد، مجتمع الحداثة والمعرفة، مجتمع متصالح مع هويّته متعدِّدة الأبعاد. طموحي طموح هذا المجتمع الذي أنتصر له، وأعيش معه كل انتصاراته وطموحاته التي قد لا تتحقَّق دفعة واحدة، إلا أنها طموحات تواكب روح العصر و مجرى التاريخ».
وجه آخر من وجوه الممانعة المؤنَّثة في الحراك المغربي هي سارة سوجار الطالبة الشابة التي تبلغ من العمر 25 سنة، واحدة ممن كُنّ دائماً في قيادة المسيرات الاحتجاجية، ، انخرطت سارة في حركة 20 فبراير إيماناً منها بالمطالب التي رفعتها الحركة واقتناعاً منها بوجوب التضحية من أجل تحقيقها، بالنسبة إليها فإن المطالب التي خرجت من أجلها قبل ثلاث سنوات لم تتحقَّق حتى الآن.
غزلان بنعمر أنموذج من مجموعة من الشابات المغربيات اللائي حملن على عاتقهن عبء المشاركة في التغيير والنضال من أجله في الشارع، انخرطت المهندسة الشابة التي احتفلت الشهر الماضي بعيد ميلادها الثامن والعشرين- دون تردُّد- في دينامية الحراك المغربي، جرأتها وحركيتها جعلتاها واحدة من أيقونات النسخة المغربية من الربيع الديموقراطي الذي شهدته المنطقة، كانت غزلان تتولّى إدارة الاجتماعات الأسبوعية لأعضاء الحركة بتفاصيلها المعقَّدة واختلافات توجُّهاتها، وتشارك في التعبئة وتوزيع البيانات الداعية إلى الاحتجاج في الشارع.
تقول بنعمر في لقائها مع مجلة «الدوحة» إنها كانت واحدة ممن حصل لهن شرف الانخراط منذ البدايات الأولى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في موجة الحراك الذي شهدته المنطقة، و من أكثر المتحمِّسات والداعيات إلى أن يكون للمغاربة أيضاً ربيعهم على غرار ما حدث في تونس ومصر، وتتابع بنعمر: «اليوم ورغم تراجع جذوة الحراك، فإنني لا أزال تلك الشابة الحالمة بغد الحرية والكرامة، لازلت مع كثير من رفيقاتي نبحث عن مداخل قد تكون جديدة في أشكال الاحتجاج والانتصار الدائم لقيم العدالة والحرية ، وصدقية الفعل الجماهيري المدني المستقلّ».
الشابة التي انضمَّت في خضمّ الحراك إلى حزب يساري معارض مؤمنة بأن السياسة الحقيقية والتغيير هي حيث الملايين، ولن تكون بفعل جسم سياسي ضحل وضئيل، تقول إنها بمشاركتها في الحراك ربحت تقديرها لنفسها ولذاتها واحترام محيطها وأصدقائها وهي لا تزال تخوض رحلة إثبات ذاتها، تختم غزلان حديثها لنا بالقول: «أنا أعتبر نفسي شجاعة لأنني أدير ظهري لمنظومة القيم والثقافة العتيقة التي تمنع وتعيق ميلاد المجتمع الجديد، مجتمع الحداثة والمعرفة، مجتمع متصالح مع هويّته متعدِّدة الأبعاد. طموحي طموح هذا المجتمع الذي أنتصر له، وأعيش معه كل انتصاراته وطموحاته التي قد لا تتحقَّق دفعة واحدة، إلا أنها طموحات تواكب روح العصر و مجرى التاريخ».
وجه آخر من وجوه الممانعة المؤنَّثة في الحراك المغربي هي سارة سوجار الطالبة الشابة التي تبلغ من العمر 25 سنة، واحدة ممن كُنّ دائماً في قيادة المسيرات الاحتجاجية، ، انخرطت سارة في حركة 20 فبراير إيماناً منها بالمطالب التي رفعتها الحركة واقتناعاً منها بوجوب التضحية من أجل تحقيقها، بالنسبة إليها فإن المطالب التي خرجت من أجلها قبل ثلاث سنوات لم تتحقَّق حتى الآن.
تتحدَّث سوجار إلى مجلة «الدوحة» قائلة: «تميَّزت حركة 20 فبراير بانخراط
واسع للنساء، وكان وجودهن محدَّداً لأنهن كنّ يساهمن في صنع القرار، تنفيذه،
تقويمه، بل وقد كانت النساء تشكِّلن أغلبية في الحضور الإعلامي، حتى مطالب
المساواة التي رفعناها في الحراك لم نفصلها أبداً عن سؤال الديموقراطية في بلادنا،
لذلك فأنا أعتبر أن النضال مستمرّ، نحن مؤمنون بالتغيير ومؤمنون أكثر بأن هذا
الوطن لن يخذلنا».
انخرطت سارة بعدها في دينامية مسرح الشارع، مقتنعة بكون هذه التجربة تشكِّل فرصة مناسبة لتحرير الفضاء العام، وجعل الصراع الثقافي في صلب التغيير لأنها مقتنعة بأن الثقافة والفن حقّ لكل مواطن، كما أقدمت سارة إلى جانب عدد من الشابات اللائي شاركن في الحراك المغربي على تأسيس مجموعة «نساء شابات من أجل الديموقراطية»، وتردف سارة: «انخراطي في هذه الديناميات دليل على أن إيماننا بالتغيير لم يتزعزع رغم ما أحسسنا به من إحباطات متتالية،لكن الأمل هو قدرتنا الدائمة على إبداع أشكال جديدة،أو تطوير أخرى من أجل النضال وتحقيق مطالبنا».
لطيفة البوحسيني وهي أستاذة باحثة متخصِّصة في تاريخ النساء ترى أن حضور النساء خلال الحراك المغربي كان مهمّاً جداً، بحكم ملاحظتها وخبرتها ترى أن الشابات لم يواجهن أيّة مشكلة في الانخراط بقوّة في الحراك. «لم يكن الشباب الذكور يمانعون في أن تقودهم الشابات خلال الحركة، كانت الشابات دائماً في الواجهة، وهو شيء إيجابي، ويعني أن هناك إقراراً بالمساواة، حتى لو لم ترفع شعارات مطلبية بشكل واضح عن المساواة، على عكس جيلنا الذي كان يرفع شعار النضال من أجل تحرُّر المرأة إلى جانب النضال الديموقراطي، فشابّات الحراك المغربي كُنَّ منشغلات أكثر- على ما يبدو- بالنضال الديموقراطي فقط».البوحسيني في حديثها إلى مجلة «الدوحة» تقرّ بتردُّد الحركة النسائية المغربية في التفاعل مع الحراك: «لم تصدر عن الحركة النسائية أيّة دعوة واضحة للالتحاق بالمسيرات، مع ذلك لابدَّ من الإشارة إلى أن عدداً من الوجوه المنتمية إلى حركة حضرت في المسيرات بشكل فردي. ويمكن اعتبار عدم الدعوة الرسمية للخروج بمثابة ردّ فعل لما اعتبرته بعض مكوِّنات الحركة النسائية «إقصاء» من طرف النواة التي تشكَّلت لإطلاق دينامية 20 فبراير، كما انطلقت من اعتبار حالة الضعف والهوان التي توجد عليها مكوِّنات اليسار المغربي، الحليف الدائم والاستراتيجي لها، لن تتمكَّن من التأثير في المنحى الذي يمكن أن يَتَّخذه الحراك، وهو ما جعل الحركة النسائية تتخوَّف من نتائج قد تضرب عرض الحائط المكتسبات التي حقَّقتها.
ما يثير الانتباه هو عدم وعي الحركة النسائية بأن لحظة 20 فبراير هي لحظة فارقة، كان بالإمكان، لو تم استيعاب بعدها التاريخي، ولو تَمَّ استثمارها سياسياً، لشكَّلت منعطفاً يسمح بالتقدم خطوة في البناء الديموقراطي الذي يلاحظ اليوم أنه متعثِّر بشكل واضح»، وتسجِّل البوحسيني أن التفاعل لم يحصل إلا بعد الخطاب الملكي الذي أُعلِن فيه عن تعديلات دستورية، لتشكِّل الحركة النسائية على إثره شبكة أطلقت عليها اسم «الربيع النسائي للديموقراطية والمساواة»، وتقدَّمت بمذكِّرة خاصّة بمطالبها النسائية، لكن دون ربط ذلك بالمطالب السياسية العامة. وتعتبر البوحسيني هذه اللحظة مفترقاً دَشَّنَ لمرحلة عزل النضال النسائي عن النضال الديموقراطي، والابتعاد عما شَكَّل- تاريخياً- عامل قوّة للحركة النسائية المغربية.
انخرطت سارة بعدها في دينامية مسرح الشارع، مقتنعة بكون هذه التجربة تشكِّل فرصة مناسبة لتحرير الفضاء العام، وجعل الصراع الثقافي في صلب التغيير لأنها مقتنعة بأن الثقافة والفن حقّ لكل مواطن، كما أقدمت سارة إلى جانب عدد من الشابات اللائي شاركن في الحراك المغربي على تأسيس مجموعة «نساء شابات من أجل الديموقراطية»، وتردف سارة: «انخراطي في هذه الديناميات دليل على أن إيماننا بالتغيير لم يتزعزع رغم ما أحسسنا به من إحباطات متتالية،لكن الأمل هو قدرتنا الدائمة على إبداع أشكال جديدة،أو تطوير أخرى من أجل النضال وتحقيق مطالبنا».
لطيفة البوحسيني وهي أستاذة باحثة متخصِّصة في تاريخ النساء ترى أن حضور النساء خلال الحراك المغربي كان مهمّاً جداً، بحكم ملاحظتها وخبرتها ترى أن الشابات لم يواجهن أيّة مشكلة في الانخراط بقوّة في الحراك. «لم يكن الشباب الذكور يمانعون في أن تقودهم الشابات خلال الحركة، كانت الشابات دائماً في الواجهة، وهو شيء إيجابي، ويعني أن هناك إقراراً بالمساواة، حتى لو لم ترفع شعارات مطلبية بشكل واضح عن المساواة، على عكس جيلنا الذي كان يرفع شعار النضال من أجل تحرُّر المرأة إلى جانب النضال الديموقراطي، فشابّات الحراك المغربي كُنَّ منشغلات أكثر- على ما يبدو- بالنضال الديموقراطي فقط».البوحسيني في حديثها إلى مجلة «الدوحة» تقرّ بتردُّد الحركة النسائية المغربية في التفاعل مع الحراك: «لم تصدر عن الحركة النسائية أيّة دعوة واضحة للالتحاق بالمسيرات، مع ذلك لابدَّ من الإشارة إلى أن عدداً من الوجوه المنتمية إلى حركة حضرت في المسيرات بشكل فردي. ويمكن اعتبار عدم الدعوة الرسمية للخروج بمثابة ردّ فعل لما اعتبرته بعض مكوِّنات الحركة النسائية «إقصاء» من طرف النواة التي تشكَّلت لإطلاق دينامية 20 فبراير، كما انطلقت من اعتبار حالة الضعف والهوان التي توجد عليها مكوِّنات اليسار المغربي، الحليف الدائم والاستراتيجي لها، لن تتمكَّن من التأثير في المنحى الذي يمكن أن يَتَّخذه الحراك، وهو ما جعل الحركة النسائية تتخوَّف من نتائج قد تضرب عرض الحائط المكتسبات التي حقَّقتها.
ما يثير الانتباه هو عدم وعي الحركة النسائية بأن لحظة 20 فبراير هي لحظة فارقة، كان بالإمكان، لو تم استيعاب بعدها التاريخي، ولو تَمَّ استثمارها سياسياً، لشكَّلت منعطفاً يسمح بالتقدم خطوة في البناء الديموقراطي الذي يلاحظ اليوم أنه متعثِّر بشكل واضح»، وتسجِّل البوحسيني أن التفاعل لم يحصل إلا بعد الخطاب الملكي الذي أُعلِن فيه عن تعديلات دستورية، لتشكِّل الحركة النسائية على إثره شبكة أطلقت عليها اسم «الربيع النسائي للديموقراطية والمساواة»، وتقدَّمت بمذكِّرة خاصّة بمطالبها النسائية، لكن دون ربط ذلك بالمطالب السياسية العامة. وتعتبر البوحسيني هذه اللحظة مفترقاً دَشَّنَ لمرحلة عزل النضال النسائي عن النضال الديموقراطي، والابتعاد عما شَكَّل- تاريخياً- عامل قوّة للحركة النسائية المغربية.
لقراءة الملف كاملا نساء الربيع العربي ..من الشرارة الى الان/مجلة الدوحة
تعليقات